شكراً سيدي الرئيس فها هي هباتك وهداياك المجانية تجوب شوارع مدينتي المتهالكة وترصد أعين من يجيد القراءه كي يعود لداره محملاً بقصص البطولة وروايات الحنان الذي جادت به أكفك المعطاءة،

 فها هي تسد رمق الجائع وتلهيه عن تذكر جوعه بالأستماع الى كرم الرئيس الذي جادت به السماء ليُسعد أهل الأرض او على الأقل من يستحق السعادة فها هي ثمار شعبي الذي جاب سوح الأرادة ليدلي بروحه امانة في صندوق أمانات المفوضية صاحبة الأمانه …… عذراً سيدي الرئيس فأنت تملك وسائل العطاء المعلن ولا نملك ألا اصواتاً تضمر كل اربعةِ اعوام لتعود للحياة مرة حينما تستيقض على طبول الكرم ورعاية الأيتام ودموع من أجل اعين لا تنام كونها لا تملك وسادة…وعلى اصواتِ من تطوع لخدمةِ شعبِ انهكته الطغاة واسياط السلطان الذي زهد بالدنيا ولم يطلب إلا العباده كي نرتقي بأنفسنا الى ما ارتقت اليه نفسه الزكية.

بالأمس  وانا انظر عطاياك سيدي على جدران المركبات التي تجوب شوارع مدينتي راودتني اسئلة وأعتذر قبل بدء الأسئلة فقد لا يكون هناك وقتاً للأجابه لمن عاش هموم شعبه وامضى سويعاته التي ستنتهي لا محالة يرفع الظلم عن هذا وينصف ذاك، ومع أنني بدأت أسأل وأجيب إلا إنني لا اثق بجوابي بقدر ثقتي بك سيدي. سؤالي هو لماذا الهدايا ومن أين ستسد رمقك ورمق عيالك إذا جدت بما تملك فلا محالة ستهلك سيدي؟ فلا تهدي ما لا تملك سيدي الرئيس. وسؤالي الآخر أن لك وقت لتقرأ أو أحد المستشارين اعانهم وأياك الله، هو لماذا اغلب إن لم يكن كل الهدايا هي مركبات تجوب الشوارع وهنا لا أقصد التشكيك بل ما أعنيه إن هداياك سيدي ستتهالك إن سارت بشوارع مدينتي غير المعبده وأن لم تسر بها فسوف لن يراها فقراء شعبي من يسكنون بيوتا من الصفيح في اراضٍ جرداء يتوسدون الأرض ويلتحفون السماء ويجدون في المزابل خير مصدرِ لسد الرمق ويتبادلون ثوباً حسب جدولا زمنيا شبيها بجدول التيار الكهربائي في غيرها من الأحياء كونهم لا يعرفون من الكهرباء إلا ذكرى قد تكون سعيده أو حتى أليمه حين يسأل أبناهم ما الكهرباء التي قامت الدنيا ولم تقعد لها سيدي. وسؤالي الأخير سيدي هو وقت الهدايا فهل هي اثناء فترة إدارتك لشؤون بلدي ام قبلها؟ إذا كانت أثناءها وهذا اكيد كونك رئيسا للوزارء حينها فهنا ستحول السؤال الى من تهدى هذه الهدايا؟ ووفق ماذا فمن غير المتوقع أن تهدي بلا حساب ولا إداء ولا سباق سيدي؟

عذرا سيدي على الأطالة وأعِدُك بالصبر منتظراً الأجابه وعاذرا أياك أن تأخرت فيها أو إن لم تصلني فقد اكون خارج التغطية او قد تغير مكاني فأنا أسعد بغرفة مستأجرة لها من النوافذ واحدة ومن الأبواب واحدة وفي طريقنا أن يكون لنا بابين فقد بدأت احدى جوانب الجدار يلفظ أنفاسها الأخيرة ولا أملك أن أطلب إصلاحها فقد يكون ذلك سببا لزيادة سعر غرفتي الجميلة، ولي زوجة تعينني على ترقيع ما تهرأ من ثيابي كي ابدو انيقاً دولة الرئيس ولي طفلا لا يرى الحياة إلا لعبة تنهيها رصاصة وآخر لا يعرف ما يلهو به الأطفال في عمره كونه ولد بلا بصر جراء أسلحة الغزاة سيدي.

عذرا سيدي الرئيس ….. ولدكم عراق العراقي …. العمر: ستة ألاف عام أو يزيد…. المهنه: خبير أسلحة الطغاة وأساليبهم ….العنوان: غرفتي الحبيبه